هل هناك عدالة اليوم في مجتمعاتنا ؟

الظلم والنفاق

السؤال : 

هل يطبق في مجتمعناالمعاصر القانون ميزان العدل بحيث ينصف ويقف مع المظلوم ام ان المصالح الشخصيه وانعدام الضميرالانساني لها دور كبير في ظلم المظلوم وانصاف الظالم وكيف يتم التعامل بالقانون والعدل مع الناس والمجتمع؟

الجواب : 

أولا أشكرك على هذا السؤال المهم جدا .

ثانيا قبل أن أبدأ دعني أسأل السؤال التالي :

لنفترض أن هناك أسرة ما ، زوج ، وزوجة ، وأبناء ، والزوج هو معيل الأسرة ، لآن لنفترض أن شخصا غريبا على الأسرة لا يعرفهم ولا يعرفونه أصلا، دخل المنزل وخاطب الزوجة والأولاد قائلا :

إن فلان هذا هو فعلا زوجك انت ، وأبوكم انتم ، وهو من يعيل عليكم ، وهذا البيت بيته ، كل هذا صحيح ، ولكن من الآن فصاعدا لا تطيعوه أبدا ، حتى أسمح لكم ، وبدلا من طاعته عليكم أن تطيعوني أنا ، ومن فعل ذلك فسوف ينعم بمصروفه الذي يعطيه له أبوه، ومن رفض فسوف أعاقبه وآخذ منه مصروفه الذي أعطاه إياه والده .

السؤال ما حكم على هذا الغريب ؟

هل هو عادل ، أم ظالم ؟

قالت الزوجة والأولاد نحن موافقون على كلامك أيها الغريب .

السؤال هنا ما حكمك على هذه الزوجة والأولاد هل هم عادلون أم ظالمون ؟

إننا نتفق مائة بالمائة على أن ذلك الغريب ظالم مجرم ، لا شك عندنا في ذلك، كما نتفق أن هذه الزوجة وألئك الاولاد ظلمة مجرمون رضوا بظلم الغريب لهم ، أليس كذلك ؟

إن ما يحدث مع مجتمعاتنا أشد ظلما بمراحل من ظلم ذلك الغريب ، وإليك بيان ذلك :

أولا يعترف كاتب القانون والذي هو شخص مجهول من طرف اغلب الشعب ، أن الله هو من خلق المجتمع ، وأنه هو من يرزق المجتمع ، وأن الأرض أرض الله ، والسماء سماؤه ، ومع ذلك يجرء على أن يصيغ لهم قوانين ويفرضها عليهم ، فأي ظلم أشنع وأقبح من هذا ؟

ثانيا يعترف المجتمع بكل ما سبق ، ومع ذلك يخضع طواعية لقوانين هذا المجرم ، ويدعو إلى احترامها ، فهو أيضا ظالم متواطئ مع المجرم كاتب القانون على جريمته البشعة .

وعليه فإنه من السخف بمكان انتظار العدالة من ظالم تجاوز كل الحدود في الظلم ، واقصد هنا كلا من مشرع القانون والمجتمع الذي يخضع لقانونه .

ملاحظة : 

يمكنكم إرسال سؤالنا عبر صفحة اسألنا ، وسوف نجيبك في أقرب وقت ممكن إن شاء الله 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-